ألم أك جاركم ويكون بيني ... وبينكم المودة والإخاء.

ومن ذلك ما أنشده أيضا، من قول دريد بن الصمة:

قتلت بعبد الله خير لداته ... ذؤابا فلم أفخر بذاك وأجزعا.

وقال حسان بن ثابت- رضي الله عنه- أنشده ابن خروف:

فإن لم أصدق ظنكم بتيقن ... فلا سقت الأوصال مني الرواعد.

ويعلم أكفائي من الناس أنني ... أنا الحافظ الحامي الذمار المراود

نصب (يعلم) على (لم أصدق) أي: إن لم يجتمع هذان، وهذا في صريح النفي.

وأما النفي غير الصريح فلا ينتصب بعده الفعل، كما لو قلت: أنت غير قائم وتسير، لأن النفي غير متمحض، وكذلك: ما زال يأتينا ويحدثنا، وقلما يأتينا ويحدثنا، وما أنت إلا تأتينا وتحدثنا، وما كان مثل ذلك، من الأشياء التي لم يكن النفي فيها صريحا، فلا بد فيها من الرفع، كما تقدم في (الفاء).

طور بواسطة نورين ميديا © 2015