ثم قال: } يغفر لكم ذنوبكم}. فجزم الجواب فيها دال على أن المعنى:
اكتف نيم الناس، وليتق الله امرؤ. والمعنى في الآية: آمنوا بالله ورسوله/ وجاهدوا في سبيل الله.
فمثل هذا لا ينصب فيه الفعل بعد (الفاء) على ما يقتضيه (النظم) فلا تقول: حسبك الكلام فينام الناس، ولا اتقى الله امرؤ فيثاب، ولا نحو ذلك، وهو نص المؤلف في "التسهيل" ونسب الجواز إلى الكسائي. قال: ابنه في "التكملة": والقياس يأبى ذلك، لأن المصحح للنصب بعد (الفاء) بإضمار (أن) إنما هو تأول ما قبلها بالمصدر، ليصح العطف عليه، فإذا كان قبل (الفاء) أمر بلفظ المبتدأ والخبر، أو اسم فعل، تعذر تأوله بالمصدر، لتعذر تقديره صلة ل (فامتنع نصب ما بعد (الفاء).
قال: ومن ثم لم يوافق الكسائي فيما ذهب إليه أحد، إلا أن بعض أصحاب كتاب سيبويه، وهو أبو الحسن بن عصفور، أجاز نصب جواب اسم الفعل غير المشتق، ثم رد عليه بتعذر تقدير المصدر من اسم الفعل، وفي الرد نظر، ليس هذا موضعه.
وسيأتي الكلام على اسم الفعل إثر هذا إن شاء الله، حيث تعرض له الناظم.
وأما (الدعاء) فكالأمر في هذا، والخلاف فيه واحد، إلا أن الفراء