وكذلك إذا قلت: أكرمك إذن، فأخرت.
وقد أنشد بيت حكي فيه النصب بها مع توسطها، وهو قوله:
لا تتركني فيهم شظيرا ... إني إذن أهلك أو أطيرا.
ومنشده الفراء.
وإنما أعملت مبتدأة ولم تعمل على غير ذلك، لأنها أصل وضعها جواب تكفي من بعض كلام المتكلم، كما تكفي (نعم، ولا) فتقول: إن تزرني أزرك، فيقال: إذن أزورك، أي للشرط الذي شرطت، فنابت عن الشرط، وكفت من ذكره.
فلما كانت جوابا قويت في الابتداء، لأن الجواب لا يتقدمه كلام.
ولما وسطت وأخرت زايلها مذهب الجواب، فبطل عملها.
وشببها الخليل ب (أرى) / في أنه إذا تقدم بني الكلام عليه فأعمل.
فإذا توسط أو تأخر ألغي لدخوله بعد بناء الكلام على غيره، فصار لغوا، فكذلك (إذن).
والثالث من الشروط أن يكون الفعل الذي تعمل فيه بعدها لا قبلها، وذلك قوله: "والفعل بعد" وهي جملة في موضع الحال من ضمير "صدرت"] أي: إن صدرت [(إذن) حالة كون الفعل واقعا بعدها.