سمعنا من العرب من يصرف هذا، ويصرف جميع ما لا ينصرف. وقال: هذا لغة الشعراء، لأنهم اضطروا إليه في الشعر فصرفوه، فجرت ألسنتهم على ذلك، واحتملوا ذلك في الشعر لأنه يحتمل الزيادة، كما يحتمل النقصان.
وهو الذي حكوا، من أنها لغة، لم يثبت، ولا عرف في كلام العرب أن مثل هذا يكون في الكلام إلا للتناسب.
وأما الشعر: فمحل الضرورة، فلا تثبت به لغة.
ثم قال: "والمصروف قد لا ينصرف" يعني أن الاسم المنصرف الباقي على أصله قد تمنع العرب صرفه، وإن لم توجد فيه علتا المنع، لكن ذلك قليل، دل على ذلك بـ "قد" في قوله: "قد لا ينصرف"
وأكثر ما جاء هذا النوع في الأعلام، ومنه قول العباس بن مرداس السلمي:
فما كان حصن ولا حابس ... يفوقان مرداس في مجمع
وقال الآخر:
وممن ولدوا عامر ذو الطول وذو العرض