عندهم صفات، لأن (الجدل) شدة الخلق، فصار (أجدل) عند هؤلاء في معنى: شديد، وكذلك (أخيل) من الخيلان للونه، ولذلك يقال: رجل أخيل، أي كثير الخيلان.
ومما جرى فيه منع الصرف قول حسان بن ثابت- رضي الله عنه-:
ذريني وعلمي بالأمور وشيمتي ... فما طائري فيها عليك بأخيلا
وكذلك (أفعى) لأنها من معنى (فوعة السم) أي شدته.
قاله ابن جني، كأنه على تقدير القلب، أو من باب الاستدلال بالاشتقاق الأكبر.
قال سيبويه: كأنه صار عندهم صفة، وإن لم يكن له فعل ولا مصدر.
وإنما أتى الناظم بهذا ليبين أن ما كان فيه وجهان أصليان، والاسمية والوصفية- ففيه وجهان في منع الصرف وعدمه، مبنيان على ذينك الوجهين؛ إذ ليس أحدهما أصلا للأخر. ألا ترى أنك لا تقول: لكل شديد: أجدل، ولا لكل من اشتد سمه: أفعى، كما تقول لكل ما فيه السواد أسود، ولكل ما فيه الدهمة أدهم.