فأما زيادة الألف: فلابد منها، لأنك لو قلت: (اضربننّ) لكان مستثقلا لاجتماع ثلاثة أمثال، كما استثقلوا ذلك مع نون الرفع في (اضربنّ) حتى حذفوها، ولم يمكن هنا الحذف لئلا يلتبس بفعل الواحد إن قلت: (اضربن) فاضطروا إلى أن زادوا ألفًا، فصلوا بها بين الأمثال، فزال القبح، وخف الاستثقال، وهذا معنى ما علل به سيبويه.
فتقول إذًا: اضربنانِّ يا هندات، وهل تضربنانِّ، ولا تخشينانِّ، وهلا ترمينانَّ، وما أشبه ذلك.
وأما إحالته في هذا الموضع على الشديدة وحدها دون الخفيفة، فلما تقدم ذكره في فعل الاثنين، فالخلاف فيهما واحد، والتوجيه واحد، فكل ما ذكر هناك فهو مذكور هنا، فلا معنى للإعادة، ومذهبه مذهب سيبويه والخليل والبصريين ماعدا يونس.
وبقى النظر في النون بعد هذه الألف، وحكمها الكسر كالنون في فعل الاثنين؛ إذ العلة في كسرهما واحدة، وهي التشبيه بنون الاثنين.
والناظم لم ينص عليها هنا، لكن تدخل له تحت عبارته الأولى في قوله: "وكسرها ألف" إذ معناه: أن كسرها بعد الألف مألوف، وهذه نون بعد ألف، فتكون مكسورة، فكأن قوله: "ولم تقع مفتوحة بعد الألف، قاعدة شاملة لما يقع في آخر الفعل من الألف، سواء أكان