وقد تقدم تنبيهه على الإعراب فيه في "باب المعرب والمبنى" حيث قال: "وأعربوا مضارعًا إن عربا من توكيدٍ مباشرٍ".
ومن يزعم أنه مبني يعلل بأن نون الرفع حذفت للبناء، لا لاجتماع النونات، فصار إذ ذاك يشبه المنصوب.
والناظم كان حقه أن يبين حذفها، ولا يتكل على ما يعطيه المثال في قوله: (اخشين، واخشون) ولكنه قد يجتزئ بالمثل في أمثال هذه الأشياء:
ولم تقع خفيفة بعد الألف ... لكن شديدة وكسرها ألف
وألفًا زد قبلها مؤكدا ... فعلًا إلى نون الإناث أسندا
لما كان الناظم قد تكلم على حكم ما اتصل به الواو والياء من الأفعال، أخذ يتكلم فيما اتصل به الألف؛ إذ حكمه مخالف.
وقد تقدم أنه لا يحذف مع نون التوكيد، فإذا ثبت فلثبوته حكمان ذكرهما فقال: "ولم تقع خفيفة بعد الألف، لكن شديدة".
هذا هو الحكم الأول، يعني أن النون التوكيدية الخفيفة لا تقع بعد الألف، إذا أريد توكيد الفعل الذي في آخره ألف، سواء كانت تلك الألف ضميرًا أو علامةً، بخلاف الشديدة فإنها تقع بعدها مطلقا فتقول: اضران، ولتضربان، وهل تخرجان؟ ومنه قوله تعالى: {ولا تتبعان سبيل الذين لا يعلمون}.