"في عضةٍ ما ينبتن شكيرها"
وقالوا في مثل: "بألمٍ ما تختننه"، وأنشد لجذيمة الأرش:
ربما أوفيت في علمٍ ... ترفعن ثوبي شمالات
وهذه المواضع قد لزمتها (ما) لتصرفها إلى غير الواجب، فيتوجه لحاق النون.
وقد حكى أيضًا سيبويه عن يونس أنهم يقولون: ربما تقولن ذلك.
فهذه الأشياء ليست بقياس، وهي قليلة نادرة، فلا اعتبار بها، فتقييد الناظم المثبت بكونه في قسم لابد منه في القياس.
والثالث: أن يكون مستقبلا في المعنى لا حالًا، فإنه إن كان حالا لم يجز لحاق النون، لأن النون من الأدوات المخلصة الفعل للاستقبال، فلا يصلح أن تلحق ما هو حال في المعنى، فإذا جاء في القسم ما المراد به الحال أتى باللام دون النون، فتقول: والله ليقوم زيد، أي: لهو يقوم، كذا قدره ابن أبى الربيع وغيره على حذف المبتدأ. والمؤلف لم يلتزم هذا.