إذا جشأت نفسي أقول لها ارجعي ... وراءك فاستحي بياض اللهازم

ومنه (مكانك) بمعنى: اثبت، قال الشاعر، وهو ابن الإطنابة:

وقولي كلما جشأت وجاشت ... مكانك تحمدي أو تستريحي

ومنه ما حكان ابن جني من (كذاك) بمعنى: احفظ، أو اتق، وأنشد:

أقول وقد تلاحقت المطايا ... كذاك القول إن عليك عينا

أي: اتق القول أو احفظه.

ثم قال الناظم بعد ذكر (بله ورويد): "ويعملان الخفض مصدرين" يعني أنهما يكونان مصدرين منصوبين بفعلين لازمي الإضمار، فيعملان إذ ذاك الخفض فيما بعدهما على الإضافة.

والدليل على كونهما غير اسمى فعلٍ إذا خفضا ما بعدهما: أن أسماء الأفعال لا تضاف أبدا، كما تضاف أسماء الفاعلين والمفعولين والمصادر.

وحكى الفارسي عن أبي عمرو الشيباني: ما بلهك لا تفعل كذا، أي مالك، وأنشدوا في الخفض بـ (بله) لكعب بن مالك:

طور بواسطة نورين ميديا © 2015