وقد تقدم في كلامه في التحذير] خمسة أقسام, اثنان منا مع (إيا) وثلاثة مع غيرها, فالتي مع (إياك) هي قولك:
إياك والأسد, بتابع معطوف, إياك, بغير تابع أصلا.
وهذان غير داخلين في الأغراء. لاختصاصهما بـ (إيا) فبقي الثلاثة الأخر, وهو الإتيان بالمحذور وحده, أو به مع معطوف, أو به مكررا, فهذه هي الأوجه التي تتصور في الإغراء.
فالقسم الأول, وهو الإتيان بالمغرى به وحده, فنحو قولك: شأنك يا زيد, وأمرك يا عمرو, تريد: الزم شأنك, والزم أمرك. وتقول: زيدًا, أي: الزمه, ومنه قول أبي ذؤيب:
جمالك أيها القلب القريح ... ستلقى من تحب فتستريح
أي الزم تجملك وحياءك. ويجوز هنا إظهار الفعل, لأن الاسم إذا أتى به مفردا لم يجز مجرى المكرر, لكثرة لاستعمال في المكرر بخلاف هذا, فألزم المكرر الحذف لذلك دون المفرد.
فإن قلت: فقد نصوا على لزوم الإضمار وإن كان مفردا, نحو قولك: حذرك يا زيد, وعذيرك من زيدٍ. قال عمرو بن معد يكرب, أنشده سيبويه: