والثالث: المركب تركيب إسناد.
فأجاز هنا الترخيم في الثانى والثالث, فاقتضى أن الأول لا يصح فيه هذا الترخيم, كما أنه لا يصح فيه الترخيم المتقدم, ووجه ذلك إنه معرب لم يتغير في النداء عن حاله قبل النداء, فجرى مجرى الاسم الممطول, ومجرى المضاف إليه, بخلاف غيره فإنه إنما جرى مجرى المضموم في النداء.
فأما المركب تركيب مزج فأجاز فيه الترخيم مطلقا من غير قلة, ولم يشترط فيه هنا شرط, لأن ما تقدم في القسم الأول لا يحتاج إليها فيه, لما يذكره على إثر هذا بحول الله, لكن هذا الترخيم بحذف العجز, وهو خلاف الصدر, لأن المركب, تركيب مزج أو تركيب إسناد, له صدر وعجز, فصدره نظير صدر الكلمة المفردة, وعجزه نظير عجزها.
وأيضا, فالجزء الثاني مشبه بهاء التأنيث التي تحذف في الترخيم وذلك نحو: معد يكرب, ورامهرمز, وبلا لا باذ, تقول: يا معدى, ويا رام, ويا بلال, وكذلك في (عمرويه): يا عمر, وفي رجل اسمه (خمسة عشر): يا خمسة, ومن ذلك كثير.
وإنما حذف العجز هنا لأنه قد جرى في كلامهم مجرى هاء التأنيث في كثير من الأحكام وذكر سيبويه من وجوه الشبه بينهما أربعة أوجه: