وأما غير المنادى فلا يرخم إلا في الضرورة، كما وقع تنبيهه عليه في آخر الباب.
وقيد الحذف بالآخر احترازًا من الوسط الأول، فلا يقع فيه ترخيم النداء.
وأيضا، فالترخيم بمعنى (الحذف) في اصطلاح النحويين على وجهين:
أحدهما: ترخيم النداء هذا، ولا يقع إلا في آخر الاسم كما قال.
والآخر: ترخيم التصغير، وهو حذف زوائد الاسم لتقع بنية التصغير على أصول الكلمة، ويسمى التصغير هنالك تصغير الترخيم، وقد ذكره الناظم في بابه فقال:
ومن بترخيمٍ يصغر اكتفى ... بالأصل كالعطف يعني المعطفا
وهذا قد يحذف فيه الأول كالعطف، والوسط كفطيمة في (فاطمة) والآخر كأريط في (أرطى) وأما المختص بالآخر فهو ترخيم النداء، فلذلك عينه.
وأفاد أيضا بقوله: "آخر المنادى" فائدة أخرى، وأحال فيما بعد عليها، وهي الإشعار بأن أصل (الترخيم) أن يكون بحذف حرفٍ واحد، لأن الآخر إنما يطلق بالحقيقة على الحرف الآخر وحده.