قال: فالداعي مستغيث، والمدعو مستغاث.
قال: والنحويون يقولون: استغاث به، فهو مستغاث به، وكلام العرب بخلاف ذلك.
وما قاله ظاهر في معظم النقل، إلا أن سيبويه يستعمله في كتابه بالباء، فلعله لم يقله إلا عن مستند، أو يكون مما لم يسمع.
وقد قال ابن سيدة: إن "الاختزال" بمعنى "الحذف" لم يجده إلا في كلام سيبويه، فانظره فيه.
وافتح مع المعطوف إن كررت يا ... وفي سوى ذلك بالكسر ائتيا
يعني أن اللام المذكورة إذا دخلت على المعطوف، فلا يخلو أن تكرر (يا) أولا تكرر، فإن كررت فالفتح المذكور باقٍ مع المعطوف.
فإن قلت: يا لزيد ويا لعمرو، فتحت لام (عمرو) كما فتحت لام (زيد) أن سبب الفتح حاصل، وهو دخولها على منادى مستغاث. ومنه قول عمر بن الخطاب- رضي الله عنه- حين طعنه العلج فيروز لعنه الله: يا لله ويا للمسلمين، وأنشد سيبويه:
يا لعطافنا ويا لرياح ... وأبي الحشرج الفتى النفاح