وهذا صحيح، فإن محالفة العرب والنحويين جميعًا خطأ، فلأجل هذه المسائل - والله أعلم -/ نبه بقوله: "لدى ذي المعرفة".

وأما رجوع التنكيت على هذا الأخير، فممكن أيضا، ولاسيما وهو رأى ضعيف جدًا لا يليق بمنصب المازني.

وإنما لزم الرفع في الصفة هنا لأمرين:

أحدهما: أنه المنادى في التقدير كما تقدم، والمنادى المفرد لا ينتصب.

والثاني: أن الشيء إنما يحمل على الموضع في الأمر العام بعد تمام الكلام، و (أي) لم تتم بعد، فلا تقول: يا أي، ولا يا أيها، وتسكت، لأنه مبهم يلزمه التفسير، فصار هو و (الرجل) بمنزلة اسم واحد، كأنك قلت: يا رجل.

والنوع الثاني مما توصف به (أي) اسم الإشارة، وهو الذي نبه عليه في قوله:

وأي هذا أيها الذي ورد ... وصف أي بسوي هذا يرد

يعني أنه قد ورد عن العرب وصف (أي) باسم الإشارة الذي هو (ذا) نحو: يا أيهذا الرجل، ومنه ما أنشد سيبويه.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015