* أفاطم مهلاً بعض هذا التدلل *
ولم يقل هنا: أو كالداني، كما قال في القسم الأول: "أو كالنائي" لأن هذا الاعتبار معدوم في نداء (القريب) بالهمزة، فإن العرب لا تنادي (البعيد) نداء القريب، كما تنادى القريب نداء البعيد.
قال سيبويه: وقد يستعملون هذه التي للمد - يعني أدوات البعيد - في موضع الألف - يعني للقريب - ولا يستعملون الألف في هذه المواضع التي يمدون فيها.
ثم قال: (ووالمن ندب أويا) يعني أن (وا) تستعمل في نداء (المندوب) وهو المذكور توجعًا منه أو تفجعًا عليه، بلفظ يدل على المعنى دلالًة منبهة على عذر النادب في ندبته نحو: وا من حفر بئر زمزماه.
وكذلك (يا) المتقدمة الذكر، تستعمل للمندوب أيضا كقول جرير:
* وقمت فيه بأمر الله يا عمرا *
وما أشبه ذلك.