وإن قلنا: إن البدل على تقدير تكرار العامل فذلك أمر تقديري صناعي، واللفظ هو المعتبر لا التقدير، كما لم يعتبر التقدير في نحو: زيد قائم وعمرر.
وأما (بدل الإضراب) وقسيمه فقد يتأتي فيهما أوجه مما تقدم، ولكنني تركته، لأنه ترك التنبيه عليه، ولا كبير فائدةٍ في تصوير تلك الأوجه.
والهاء في "تبدله" عائد على "الظاهر" اشتغل عنه بضميره.
و"الظاهر" مفعول لفعل مضمر من باب الاشتغال.
و"من ضمير الحاضر" متعلق بـ"لا تبدله) كما في قولك: كل يومٍ زيدًا اضربه.
و"جلا" بمعنى: أظهر، تقول: جلوت الشيء، بمعنى أوضحته، وجلوت العروس جلوًة أبرزتها لزوجها، وجلأ أيضا، أي: ما أظهر معنى الإحاطة من الإبدال.
وفي هذا المثال، وهو قوله: "إنك ابتهاجك استمالا" تنبيه على مسألة حسنة، وذلك أنه أتى بالخبر الذي هو "استمال" جاريًا على "الابتهاج" وهو البدل، ولو أجراه على المبدل منه لقال: استملت، كأنه قال: إنك استملت، فكأنه اعتمد في الإخبار على البدل، وهذا جارٍ على ما مهد أولاً في البدل، من أنه المقصود بالحكم دون المبدل منه، ويظهر منه، إذا ضممنا حده للبدل، لهذا الموضع، أنه لازم، وهو على الجملة صحيح.
إلا أنه يرد عليه إشكالات، وبالنظر فيها يتبين هذا الموضع إن شاء الله.
فمن ذلك أنه لم يعتمد في "التسهيل" على لزوم هذا الحكم للبدل، بل قال هناك: والكثير كون البدل معتمدا عليه، وقد يكون في حكم الملغي.