وأما (بدل الاشتمال) فتقول في الظاهر من الظاهر: سرق زيد ثوبه، وفي ضده: حسن زينب أعجبتني هو.
وفي الظاهر من المضمر: زينب أعجبتني حسنها، وفي عكسه: حسن زينب أعجبتني زينب هو.
وهذا من قبيل (بدل البعض) في التكلف وعدم السماع وعدم تأتي الإبدال فيه وفيما قبله في ضمير الحاضر إلا بمضضٍ، إن كان.
وقد حكي الشلوبين في هذا النوع من التفريع خلافًا في بدل المضمر من الظاهر أو من المضمر، فمنهم من أجاز ذلك، وهو ظاهر إطلاق الناظم، ومنهم من منعه ووجه الجواز ظاهر على طريقة من جعل البدل على تقدير طرح الأول.
وإذا كان كذلك فقولك: ثلث الخبزة أكلت الخبزة إياه، أو أكلتها إياه - قد عاد فيه إلى المبتدأ ضمير من الخبز، وهو قولك: إياه.
فإن قيل: إن الخبر (أكلت) ولم يعد منه ضمير إلى الثلث، والبدل خارج عن ذلك - قيل: إن البدل في الحكم في موضع المبدل منه، ولذلك قال في حده: إنه التابع المقصود بالحكم، أي إن الأول غير مقصود، بل الثاني، وهو الضمير الرابط.
وقد مر التنبيه / على هذا المعنى في باب "الاشتغال" وباب "عطف البيان".