عرضه على إبراهيم بن المهدي فقال: لقد أحسنت يا أبا محمد وكثيرا ما تحسن، فقال إسحاق: بل أحسن الخليل، لأنه جعل السبيل إلى الإحسان، يعني بعلم العروض فقال إبراهيم: ما أحسن هذا الكلام! فممن أخذته؟ قال: من ابن مقبل، إذ سمع حمامة من المطوقات فاهتاج لمن يحب فقال:

فلو قبل مبكاها بكيت صبابة ... بليلى شفيتُ النفس قبل التندم

ولكن بكت قبلي فهاج لي البكا ... بُكاها فقلت الفضل للمتقدم

وهو فضلٌ عند الكافة مرعى، وينضاف هاهنا إلى فضل شرعي نبه عليه قوله صلى الله عليه وسلم: " من سن سنة حسنة كان له أجرها وأجر من عمل بها إلى يوم القيامة"، ثم لما بين فضل السبقية عمل في ذلك بما يلزمه في مكارم الأخلاق من الثناء عليه والدعاء له، وأدى حق السابق

طور بواسطة نورين ميديا © 2015