لمياء في شفتيها حوة لعس ... وفي اللثات وفي أنيابها شنب

فـ (الحوة) مبتدأ (ولعس) بدل غلط منه، لأن الحوة غير اللعس، والحوة: السواد بعينه، واللعس: سواد مشرب بحمرة.

قال: وليس البيت على ما ذكر، وإنما اللعس: مصدر وصفت به الحوة، تقديره: حوة لعساء، كقولك: حكم عدل، وقول فضل، قال: فهذا أولى. هذا ما قال، وقد قيل: إن الحوة واللعس بمعنى واحد، وذلك

حمرة إلى السواد، فلا دليل فيه.

والظاهر أن هذا النوع، كما قالوا، قياس غير مسموع، لكن هذا ما يظهر من كلام الناظم.

ومن ضمير الحاضر الظاهر لا ... تبدله إلا ما إحاطةً جلا

أواقتضى بعضًا أو اشتمالا ... كأنك ابتهاجك استمالا

هذه مسألة أشار فيها إلى أوجهٍ من البدل تتصور فيها، وأفاد ذلك بذكر وجه واحد من أوجهها، وسكت أيضا عن التقييد بقيد، فأفاد أوجهًا أخر في البدل، وذلك أنه لم يذكر / في هذا الباب للتبعية قيدًا بالنسبة إلى تعريف أو تنكير، كما فعل بالنعت؛ بل أطلق القول كما في العطف، فدل على أنه لا يشترط التوافق فيما بينهما، فيتصور إذًا في كل نوع من الأنواع أربعة أوجه.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015