إلا أنه قد يجوز حذف المجرور، فيبقي البدل مقدرا معه الضمير، كما يجوز ذلك في خبر المبتدأ، وفي باب الصفة المشبهة نحو: } فإن الجنة هي المأوي {يريد: له، وقوله: } جنات عدنٍ مفتحةً لهم الأبواب {يريد: منها
(واعرفه حقه) لبدل الاشتمال، لأن خالدا مشتمل على الحق.
و"خذ نبلاً مدى" لبدل الإضراب إن فرضت البدل قد صحب القصد، أو لبدل الغلط إن فرضت عدم القصد، فالقسمان يفترقان بالقصد وعدمه، كما نص / عليه.
والمدى: جمع مدية وهي الشفرة، هذا تمام الكلام على الإبدال.
وبقي النظر فيها في مواضع:
أحدها: أن الناس شرطوا في صحة (بدل الاشتمال) شرطين:
أحدهما: أن يكون الفعل عند إسناده إلى الأول يستدعى الثاني ويكاد يعطيه، فالكلام قد ظهر منه عدم الاكتفاء بالأول، وسبقية التشوف إلى الثاني، وإليه أشار الشلوبين بقوله: إن من شرط بدل الاشتمال أن يكون الثاني مفهومًا من الأول.
ومنه قول الله تعالى: } يسألونك عن الشهر الحرام قتالٍ فيه {. فمعلوم أن السؤال لم يتوجه إلى الشهر الحرام من حيث هو شهر؛ بل إلى أمرٍ واقع فيه، وكذلك سائر المثل.
فإذا قلت: (أعجبني الجارية حسنها) جاز، ونحو ذلك.