ومن أبيات الحماسة قول الشاعر:
لعمري لقد نادى بأرفع صوته ... نعى حيي إن فارسكم هوى
أجل صادقًا والقائل الفاعل الذي ... إذا قال قولاً أنبط الماء في الثرى
فقوله: "والقائل" معطوف على مقدر، كأنه قال: قلت حقًا إن فارسنا والقائل الفاعل لهو، ويجوز الرفع على تقدير: هو فارسنا والقائل والفاعل.
ومما يجرى في المعنى هذا المجرى حكاية القرآن: } وارزق أهله من الثمرات من آمن منهم بالله واليوم الآخر قال ومن كفر فأمتعه قليلاً {فالمعنى على تقدير: أفعل ذلك ومن كفر فأمتعه قليلا، وقوله تعالى: } ويقولون سبعة وثامنهم كلبهم {. المعنى هم كذلك، وثامنهم كلبهم.
وحمل السهيلي الآيتين على تقدير: نعم، والمعنى واحد، وهذا هو الثاني من الضربين.