وأنشد المبرد وغيره لعمران بن حطان:
فأصبحت فيهم آمنًا لا كمعشرٍ ... أتوني فقالوا من ربيعة أم مضر
أم الحي قحطان فتلكم سفاهة ... كما قال لي روح وصاحبه زفر
والعرب قد تحذف الهمزة إذا دل عليها الدليل مطلقًا، فقد قيل في قوله: {وتلك نعمة تمنها على أن عبدت بني إسرائيل} إنه على تقدير: أو تلك نعمة.
وأنشد ابن جني للكميت:
طربت وما شوقًا إلى البيض أطرب ... ولا لعبًا مني وذو الشيب يلعب
قيل: أراد: أوذوا الشيب يلعب؟
ولكن هذا كله قليل كما قال، ووجه قلته أن حذف الحرف إجحاف، لأنه من اختصار المختصر. قال ابن جني: أخبرنا أبو علي قال: قال أبو بكر: حذف الحرف ليس بقياس، وذلك أن الحرف نائب عن الفعل بفاعله. ألا ترى أنك إذا قلت: (ما قام زيد) فقد نابت (ما) عن (أنفى) كما نابت (إلا) عن (أستثني)