يريد أن (الهمزة) المذكورة قد تحذف من اللفظ، وهي مرادة في المعنى، وذلك قليل في الكلام، ولكن لا يجوز ذلك إلا إذا أمن اللبس بالخبر عندما تحذف.
فإذا قلت: (ما أدري قام زيد أم قعد) فهو على تقدير الهمزة لدلالة الكلام عليها.
وفي قراءة ابن محيصن {سواء عليهم أنذرتهم أم لم تنذرهم} بهمزة واحدة، فالمراد "أأنذرتهم" فحذف الهمزة.
ومن ذلك ما أنشد سيبويه للأسود بن يعفر:
لعمرك ما أدري وإن كنت داريًا ... شعيث بن سهم أم شعيث بن منقر
وأنشد أبو الحسن في الكتاب لعمر بن أبي ربيعة:
لعمرك ما أدري وإن كنت داريًا ... بسبع رمين الجمر أم بثمان