ومنه في السماع قوله تعالى: {وأَلَنَّا لَهُ الْحَدِيدَ * أَنِ اعْمَلْ سَابِغَاتٍ} (?)، أي دروعاً سابغاتٍ. وقوله: {كُلُوا مِنَ الطَّيِّباتِ واعْمَلُوا صَالِحاً} (?)، وقوله: {ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتَابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنَا مِنْ عِبَادِنَا فَمِنْهُمْ ظَالِمُ لِنَفْسِه ومِنْهُمْ مُقْتَصِدٌ ومِنْهُمْ سَابِقٌ بالْخيْراَتِ بإِذْنِ اللهِ} (?) وذلك كثير.
فلو كان النعت غيرَ معلوم لم يَجُز حذفه، فلا تقول: ائْتني ببَارِدٍ، ولا ائْتِني بطويلٍ أو قصيرٍ، أو نحو ذلك، لأن المنعوت لم يَتَعيَّن.
وكذلك إذا لم يصلح النعت لمباشرة العامل لم يَجُز حذفه، كما إذا كان النعت ظرفاً أو مجروراً أو جملة، كقولك: مررتُ برجلٍ عندَك، أو في الدار، أو برجلٍ قامَ أبوه. فلا تقول: مررتُ بِعندَك، ولا بِفِي الدار، ولا بِقَامَ أبوه.
وما جاء على خلاف ذلك/ فشاذ نحو قوله (?): ... 618
* واللهِ ما لَيْلىِ بِنَامَ صَاِحُبْه *
تقديره: بليلٍ نامَ صاحبُه. وكذلك قول الآخر (?).