قياسٌ في كل فعل بُني على (فَعُلَ) لقصد إنشاء المدح أو الذم على سبيل المبالغة، فتقول: حُسْنَ الرجلُ زيدٌ، ومنه قول سَهْم بن حَنْظلة الغَنَوي (?):
لَمْ يَمْنَع الِناسُ مني ما أَرَدْتُ ولا
أُعطِيِهمُ ما أرادوُا حُسْنَ ذا أَدَبَا
إلا أنه أجرى (حُسْنَ) مجرى (حُبَّ) فأسنده إلى (ذا).
وقوله: ((ومَا سِوَى ذَا)) ((ما)) منصوب (?) بـ (ارْفَعْ) و ((أو)) للتَّخْيير، إلا أن الفاء (?) في قوله: ((فَجُرْ)) مشكلةٌ لدخول عاطف على عاطف.
فإن قيل: هذا الموضع معترِض على الناظم، فإنه لم يقيد هنا فاعلَ (حَبَّ) إذا لك يكن (ذا) بقيد، ولابد من التقييد له، لأن فاعل (حَبَّ) مع غير (ذا) إنما يكون اسمَ جنس، أو ضميراً مفسَّرا بتمييز، أو (ما) أو (مَنْ) كفاعل (نعم، وبئس) من كل وجه، لأن (حَبَّ) جارياً مجراه كسائر الأفعال المبنيَّة على (فَعُلَ) لهذا المعنى، فلا يجوز أن يقال: حَبَّ زيدٌ، ولا حَبَّ أخوك، ولا ما أشبه ذلك.
ولأجل هذا لم يستقم قولُ من جعل ((بُكَاهَا)) من قول حَسَّان بن ثابت، أو مَعْب بن مالك، أو عبد الله بن رواحة، رضي الله عنهم (?):
بَكَتْ عَيْنِي وحُقَّ لَهَا بُكَاهَا
وما يُغْنِي البُكَاءُ ولا الْعَوِيلُ