وأَنَّا الشَّارِبُونَ الماءَ صَفْواً
ويَشْرَبُ غيرُنَا كَدِراً وطِينَا
وأنشد سيبويه، وزعموا أنه مصنوع (?):
هُمُ القائِلُونَ الخَيْرِ والآمِرُونَهُ
إذا مَا خَشُوا من مُحْدَثِ الأمرِ مُعْظَمَا
وإذا كان كذلك لم يصح أن يُجعل كلام سيبويه على ظاهره مع كثرة ما جاء بخلافه، فيَبْعُد غاية البُعْد أن يغيب مثلُ هذا عن سيبويه، مع تبحُّره واتساع حفظه واطلاعه.
والانية: أنه قد ظهر من كلامه أن إعمال ذي الألف واللام إعمالٌ صحيح، على حد إعمال الفعل، لقوله: ((إعمالُه قَدِ ارْتُضيِ)).
وهو رأي الجمهور، ونقل السَّيرافي عن الأخفش أن نصب نحو: الضاربُ زيداً- إذا كام ماضيا- كنصب ((الوجَه)) في (الحَسَن الوجْه) يريد على التشبيه بالمفعول به، لا على المفعوليَّة الصحيحة.
ووجه ذلك عنده أن اسم الفاعل بمعنى الماضي/ أصلُه ألاَّ يعمل، وأن يضاف إلى ما هو ... 448 مفعول (?) في المعنى إضافةَ تخصيص، فإذا دخلت الألف واللام امتنعت الإضافة، واحْتِيج إلى ذكر المفعول للفائدة الحاصلة به فنُصِب تشبيهاً.