وقَدْ يَنُوبُ عن مكانٍ مَصْدَرُ

وذاكَ في طَرْفِ الزَّمانِ يكْثُرُ

وكذلك لا يعمل الاسمُ المتضمِن لحروف الفعل إذا كان اسماً لما يُفْعَل به أو فيه، وإن أشعْرَ بمعنى ذلك الفعل، فلا تقول: أعجبني دَهْنُ زيدٍ رأسه، ورِزْقُ اللهِ العبدَ، وخَبْزُ زيدٍ دَقيِقَه، وما أشبه ذلك. فإن جاء من ذلك شيء فموقوفٌ على السماع، ومؤوَّل أيضا.

ويظهر من ((الصَّيْمري)) إجازةُ ذلك (?)، وهو مذهب مرجوحٌ لندُوره عن العرب، وإمكان نصبِه على إضمار فعل يدل ذلك الاسم، كأنه يقول: أعجبني دَهْنُ زيدٍ يَدهن رأسَه، أو ما معناه ذلك.

ومن ذلك قولُ الله تعالى: {أَلَمْ نجْعَلِ الأَرْضَ كِفاناً/ أحْيَاءً وأمْواتاً (?)} 437

فالكفَات: اسمُ ما يُكْفتَ به، أي يُلَفُّ ويُحْفظ، وأوِّلت على إضمار الفعل.

وقيل: جَعل الفارسيُّ من ذلك قوله تعالى: {ويَعْبُدوُنَ مِنْ دوُنِ اللهِ مَا لاَ يَمْلِكُ لَهُمْ رِزْقاً مِنَ السَّمواَتِ والأَرْضِ شَيْئاً ولاَ يَسْتَطِيعُونَ (?)} فـ ((شيئاً)) عنده منصوب بـ ((رِزْقاً (?))) والرِّزق: اسم لما يُرْزَقه العبدُ عندهم. فلذلك رَدَّ عليه الناسُ ذلك، وعَدُّوه ذاهباً إلى نحو ما رأى ((الصَّيْمري)).

ولا حاجة إلى الاعتذار عن الفارسي هنا إلا من جهة تعلُقه بهذا

طور بواسطة نورين ميديا © 2015