ما ترى النحويِّين يشترطون هذه الشروط لهذا المعنى.

والثالث أنه قال: ((إنْ كان فِعْلٌ مع أَنْ أوْ مَا)) ولم يزد على ذلك. وهو ناقص، إذ ليس كل مصدر يقدَّر بالفعل مع أحد الحرفين فقط، بل ثَمَّ ما يقدَّر به دونهما، وذلك (أنْ) المخفَّفة من الثقيلة، فإن المصدر يقدَّر بها بعد ((العِلْم)) وبالجملة حيث تقع (أنْ) هذه المخفَّفة، كقول الشاعر، أنشده في ((الشَّرْح (?))):

عَلِمْتُ بَسْطَكَ للمَعْروفِ خيَر يَدٍ

فلا أَرىَ فِيكَ إلاَّ باسطاً أَمَلاَ

فالتقدير: علمت أنْ قد بَسَطْتَ للمعروف خيَر يدٍ. ولا يصلح هنا تقدير (أن) الناصبة للمضارع. وأنشد أيضا (?):

لَوْ عَلِمَتْ إيثَارِيَ الذي هَوَتْ

ما كنتُ مِنْهَا مُشْفِياً على الْفَلَتْ

التقدير: لو علمت أن أوُثَر الذين هَوَتْ. فهذا لا يصح فيه تقدير الناصبة للمضارع أيضا.

فكان من حقه أن يأتي بـ (أَنْ) هذه، لكنه لم يفعل، فكان معترضاً عليه.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015