أَلَم تَغْتَمِضْ عيناك لَيْلَةَ أَرْمَدا

وبِتَّ كما باتَ السَّلِيمُ مُسَهَّداً

أراد: اغتماضَ ليلةِ أَرمدَ، وينجرُّ بالحرفِ كقولهِ تعالى: (كالذي يُغشَى عليه من الموتِ (?))، أي: كدوران عيني الذي يُغشى عليه من الموتِ. وبالإضافة نحو (?):

ولا يحولُ اليومِ دونَ غدِ

أي: دون عطاء غدٍ.

هذا بيان ما قال، وفيه بعد ذلك مسائلُ اربعٌ:

إحداها: أَنَّ الناظم قد أطلق القول في حذف المضاف بقوله: ((وما يلي المضافَ يأتي خلفاً عنه))، فدلّ على أنه عنده قياسٌ لاسماع، وإلاّ فلو كان عنده سماعاً لقيده بذلك.

فإن قيل: ولو كان أيضاً قياساً لقيده بذلك.

فالجواب: أن عِلْم النحو إنما هو الكلام على قياس كلام العرب، فإذا اطلق القول فيه فهو محمولٌ على أصله الذي بُني عليه. وأما السماع فإنما يتكلّم فيه النحويُّ بالانجرارِ وعلى جهة الاحتراز أن لا يقاسَ، فلذلك هنا لما لم يقيد كلامه حُمِل على ما هو الأصل في علم النحو من تقرير القياس، وإذ ذاك يتبين أن الناظم هنا آخذٌ بمذهب من قال بالقياس في حذف المضاف وإقامة المضاف إليه مقامه، خلافاً للأخفش القائل بعدم القياس فيه، وذلكن القياس سائغ فيه من حيث كان الحذف في كلام العرب-على الجملة- جائزاً في العُمَد

طور بواسطة نورين ميديا © 2015