ثم قال: (والذي اسما قد جُعل كأذرِعاتٍ .. ) إلى آخره يعني أن الذي سمي به من الجُموع يقبل فيه هذا الحكم، أي: الإعراب كإعرابه قبل أن يسمى به ومثَّل بأذرعات. قال ابن سيده: هما موضعان، وقال الجوهري مواضع بالشام تنسب إليها الخمر، وأنشد لأبي ذؤيب الهذلي:
فما إن رحيق سَبَتْها التجارُ ... من أذْرَعَات فوادى جَدَر
وهو اسم علم لها، وأنشد سيبويه لامرئ القيس:
تنوَّرْتُها من أذرعات وأهلها ... بيثربَ أدنى دارِها نظر عالِ
ومثله: " عرفات " حكمه هذا، وهو اسم / علم للموضوع المعروف
واستدل سيبويه على ذلك بقولهم: " هذه عرفات مباركًا فيها " فنصب مباركًا على الحال، ولو كان نكرةً لجرى عليه صفةً، وبأنه لو كان نكرةً لدخلت عليه الألف واللام، وهي لا تدخل عليه، ولم يُفصل الناظم في حكم هذا الجمع بعد التسمية بين كونه منونًا وكونه غير منونٍ، بل أطلق القول في إعرابه هكذا، ولم يلتفت إلى صرف أو غيره، والإطلاق صحيح، فقد ذكروا أن للعرب هنا وجهين:
أحدهما: بقاءُ التنوين كما كان قبل التسمية به، وهي اللغة