تقع إِذْ في موضعه فتقول: نُبِذَ زيدٌ إِذْ جاء، كما تقول: نُبِذَ حين جاء، فلو كان معدودا أو محدودا كالأسبوع وأسماء الشهور والأيام وأمس، ونحو ذلك، لم يُضَفْ إلى الجُمَل لمخالفةِ معنى إِذْ، بخلاف يومٍ، ووقتٍ، وزمانٍ، ونهارٍ، وليلٍ، وصباحٍ، ومساءٍ، وغداةَ وعَشِيَّةَ، لأنها غير مختصة، فجميعها وما كان نحوها ينسحبُ عليها حكم إِذْ، فتضاف إلى الجُمَل مطلقاً، كانت اسميةً أو فعليَّةً، فتقول: قمنُ يوم قام زيد، ويوم زيد قائم، وقمتُ حين قام زيد، وحين زيدٌ قائمٌ، وقمتُ وقتَ قام زيد، ووقتَ زيدٌ قائم، وكذلك سائرها، وحِكُى من كلامهم: جئتُكَ زمنَ الحجاجُ أميرٌ.
وأنشد الأصمعي عن ابن مَرْتَدٍ (?):
أَزْمانَ عَيْنَاءُ سُرُورُ المَسْرُورْ
عَيْنَاءُ حَوْراءُ من العِينِ الحِيِرْ
وقال الأعشى ميمونُ (?):
أَنْجَبَ أَيَّامَ والدِاهُ بِه
إِذْ نَجَلاَهُ فَنِعْمَ ما نَجَلاَ
قالوا معناه: أيام احتاج أبوه إلى عَوْنِهِ، (كما تقول (?)): أنا باللهِ ثُمَّ بِكَ. وقال الرَّاعي (?): ... / ... 366