فإذا قلت: غلامُ زيدٍ، وزيدٌ هو الغلامُ، أو صاحبُ الرجلِ، والرجلُ هو الصاحبُ (كان محالاً. وهذه قاعدةُ البصريين، وقد أجاز ذلك الكوفيون مستدلين على ذلك بالسَّماع الفاشي في كتابِ الله وكلام العَرَبِ.

فمن ذلك إضافةُ الموصوف إلى الصفة، وهما شيءٌ واحدٌ، نحو قول الله تعالى: {وَلَدارُ الآخرةِ خيرٌ (?)}، [و (?)] الآخرةُ هي الدارُ، لأن المعنى للدَّارُ الآخرةُ، بدليل قوله في الآية الأخرى: {وللدَّارُ الآخِرَةُ (?)} بل قرِئت آية الأنعام بالوجهين. {وللدارُ الآخِرَةُ خيرٌ للذين يتَّقُون (?)}. وهي قراءة الجماعة غير ابن عامر (?): {وّلّدارُ الأخرةِ}. وهي قراءة ابن عامر، وفي القرآن أيضاً: {وما كنتَ بجانِبِ الغَرْبِيِّ (?)}. والجانبُ هو الغربيُّ، وتقديره: وما كنت بالجانِيِ الغَرْبِيِّ. وفيه أيضاً: {إنَّ هذا لهو حَقُّ اليقين (?)}، المعنى: لهو الحقُ اليقينُ. وقالوا: صلاةُ الأولى، ومسجدُ الجامعِ، وبْقَلةُ الحمقاءِ. وهكذا كله معناه على النعت والمنعوت: الصلاةُ الأولى، والمسجدُ الجامعُ، والبقلةُ الحمقاءُ، ويمكن أن يكون من هذا القسم قوله تعالى {وحَبَّ الحصيد (?)}، لأن الحبَّ هو الحصيدُ، فكأنه قال: والحبُّ الحصيدُ، أي: المحصودُ. وأن لم يكن من النعت والمنعوت فهو على كل حال من إضافةُ الشيء إلى نفسه.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015