وهذا من باب التطوع بما لا يلزم.

وأما أيُّ الموصولة: فإنها قد اكتنفها إبهامان:

إبهامٌ من جهة نفسها قبل النظر في أقسامها، وذلك الذي أزالته الإضافة، وإبهامٌ من جهة خصوص الموصولية: فلا بُدَّ لها من صِلَتها لتوضِّح معناها حتى يَتَشَخَّصَ، كما أنها تتخصص وتتشخص/ بجوابها إذا كانت استفهامية، فلم يتوارد عليها تعريفان من جهةٍ واحدةٍ، ... 347 فلا مُلْغى في المسألة. وأما عَوَّى (?) السماء فمن باب: علا زيدنا.

وأما الألفاظ المذكورة من مثل وغير وشبههما: فهي (مما (?)) قُصد إخراجها عن مقصود كلامه، لأن مقصوده ما كان مقيسا من الإضافةِ غيرِ المحضةِ، وأما ما تقدم فألفاظ غير مقيسةٍ، بل يقتصر فيها على المسموع، فلم يَحْفِل (?) بها، وإنما اعتنى بما هو قياس خاصة. وكانّ (?) ما كان نحو: رُبَّ رجل وأخيه مسموع أيضاً، فلم (?) يقصْده. والذي يُشْعِرُ بقصده لما ذكر أنه بأربعة أمثلةٍ، ثلاثةٌ منها لثلاثة أبواب والرابع تكرار، وهو قوله: ((قليلِ الحِيَلِ))، فإنه متحد مع قوله: ((عَظِيِم الأَمَلِ)) وكان يمكنه أن يأتي بمثالٍ رابعٍ يَدُلُّ به على مالم يذكر، فتكريرهُ للمثال إشعار بهذا القصد.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015