والثالث: مُرَوَّعُ القَلْبِ، وهو من إضافة اسم المفعول إلى مرفوعِه في الأصل المقامِ مقام الفاعل، ومثله: مررتُ برجُلٍ مضروبِ الأبِ، محبوسِ الَيدِ.
ومنه ما أنشد سيبويه لبعض الأسديَّين (?):
فَلاَقي ابنَ أُنْثى يَبْتَغِي مثلَ ما ابتَغَى
مِنَ القومِ مَسْقِىُّ السِّهامِ حَدِائِدُهْ
والرابع: قَليلُ الحِيَلِ، وهو مثلُ: عظيمُ الأملِ.
ثم يُنْظَرُ بعدُ في مسألتين:
إحداهما: أنه أتى في أول الأمثلة بِرُبَّ المقتضية لتنكير ما دَخَلَت عليه، إشعاراً بأنَّ دخولَها على هذا المضافِ علامةٌ على أنَّ الإضافة غير مُعَرِّفةٍ له، وأن القولَ بأنها (غير (?)) محضةٍ إنما هو بدليل يدلّ على ذلك، ولذلك استدلَّ في الشرح على كون إضافةِ المصدرِ محضةً بعدمِ دُخُولِ رُبَّ عليه، لأنها لو كانت غير محضةً لدخلت عليه، كقوله: رُبَّ راجينا، فغابِطُنا في قولِ جريرٍ (?):
يا ربَّ غابِطِنا لو كان يَعْرِفُكُم
نكرةُ، وكذلك ((مثلك)) في قول أبي مِحْجِنٍ (?):
ياربَّ مِثْلِكِ في النساءِ غَريرةٍ
بيضاءَ قد مَتَّعْتُها بِطَلاَقِ