ويبقى عمله، وهو أقلي. وهو أيضًا على ضربين: قياسي، وسماعي، وجميع ذلك يذكره. وبدأ الكلام على (رب)؛ لأنها قسم برأسه، فيريد أن رب قد حذفت من اللفظ وبقي عملها بعد ثلاثة أحرف:
أحدها: بل، نحو قولك: بل دار للأحبة عرفتها، تريد: بل رب دار للأحبة عرفتها. ومنه قول رؤبة أو غيره:
*بل بلد ملء الفجاج قتمه*
وقول أبي النجم:
*بل جوز تيهاء كظهر الجحفت*
تقديره: رب بلد، ورب جوز تيهاء.
والثاني: الفاء، نحو قول امرئ القيس الكندي - في بعض الروايات -:
فمثلك حبلى قد طرقت ومرضعا ... فألهيتها عن ذي تمائم مغيل