ثم قال:

وبعد (من) و (عن) وباء زيد (ما) ... فلم نعق عن عمٍل قد علمنا

وزيد بعد (رب) والكاف فكف ... وقد تليهما وجر لم يكف

هذا فضل يذكر فيه دخول (ما) على بعض حروف الجر كافة، وغير كافٍة، وأين يجوز كفها، وأين يمتنع؟ فذكر أولًا قسمين:

أحدهما: لم تأت فيه (ما) كافة للحرف عن عمله الذي ثبت له قبل دخول (ما).

والثاني: جاءت فيه (ما) كافة للحرف عن عمله.

فأما القسم الول: فجعل له ثلاثة أحرٍف، وهي: من وعن، والباء، وذلك قوله: (وبعد من وعاء وباٍء زيد ما) ... إلى آخره. يعني أن العرب زادت (ما) بعد هذه الأحرف الثلاثة فاصلة بينها وبين ما جرته، فلم يعقها ذلك، ولا أزالها عن عملها الثابت لها، المعلوم فيها.

أما (من) فمثالها قولك: مما كرمك أكرمتك. ومنه القرآن الكريم: (مما/ خطيئاتهم أعرقوا فأدخلوا نارًا}.

وأما (عن) فمثاله قولك: عما قريٍب آتيك. ومنه قول الله تعالى: {عما قليٍل ليصبحن نادمين}.

وأما (الباء) فنحو: بما إكرامك أكرمتك. وفي القرآن: {فبما نقضهم

طور بواسطة نورين ميديا © 2015