وأما مذهب سيبويه: فإنه أتبنى على ما سمع، ولم تثبت أسميتها، إلا في الشعر، فقال بذلك.

وأما الناظم، ومن قال بقوله، فإنه لما رأي ذلك قد جاء في الكلام، وإن كان قليلًا، وذلك كقول الله تعالى: {إني أخلق لكم من الطين كهيئة الطير}. فالكاف هنا مفعولة بأخلق؛ لأن المعنى: أنى أخلق لكم من الطين مثل هيئة الطير، وذلك يقضي بالاسمية في ظاهر الأمر، وجاء في الشعر ما يعين الاسمية أيضًا، وكثر ذلك فيه، فقد وقعت فيه فاعلا نحو قول الأعشى:

أتنتهون ولن ينهى ذوي شطط ... كالطعن يذهب فيه الزيت والقتل

فالكاف في كالطعن هو فاعل ينهي، وكذلك قول امرئ ألقيس:

وإنك لم يفخر عليك كفاخر ... ضعيف ولم يغليك مثل مغلب

ومفعولة أيضا، ومبتدأ، واسم كان في أبيات ذكرها في الشرح، لم أقيدها كما أحب، فأحلت عليها، وتكون مضافًا إليها كقول الشاعر أنشدده في الشرح:

تيم القلب حب كالبدر لا بل ... فاق حسنًا من تيم القلب حبا

وتجر بالحرف الجار نحو قول ابن غادية السلمي:

طور بواسطة نورين ميديا © 2015