شربت بماء البحر ثم تصعدت ... متى لجٍج خضٍر لهن نئيح

وقال عنترة العبسي:

شربت بماء الدحرضين فأصبحت ... زوراء تنفر عن حياض الديلم

وقال عمر بن أبي ربيعة:

فلثمت فاها آخذًا بقرونها ... شرب النزيف ببرد ماء الحشرج

ولم يعين الناظم أي تصريف (من) تقع الباء موقعه، فيوهم أحد أمرين كلاهما محذور.

أحدهما: أن تكون واقعة موقع (من) في جميع تصاريفها، فيوتى بها لابتداء الغاية، وللتبعيض، ولبيان الجنس، ولغير ذلك من معاني (من).

والثاني: أن تقع موقعها في معنى واحٍد من تلك المعاني، وهو لم يبينه، فربما يسبق أنها تقع موقع التي لابتداء الغاية، أو لبيان الجنس، وذلك غير صحيح؛ لأنها إنما تقع موقع التبعيضية خاصة، كما تبين في التمثيل. وقد نص على ذلك في التسهيل إذ قال: "ومن التبعيضية"، فكان الواجب أن يقيد هنا كذلك. ويمكن أن يعتذر عنه بأنه أحال على ما وقع في كلام العرب من ذلك؛

طور بواسطة نورين ميديا © 2015