يتعدى، فأتي الناظم بالمتعدي، فالمعنى: أعرف الظرفية بسبب الباء أو أعرف الظرفية في الباء وفي، فتكون الباء في (ببا) سببية أو ظرفية، ويريد أن هذين الحرفين يأتيان لمعنى الظرفية، فيكون ما جر بهما ظرفًا للفعل الواقع قبلهما أو بعدهما.
فأما الباء: فمعنى الظرفية لها هو ثاني معنى تأتي له؛ لأنه قدم لها معنى البدلية / وسيذكر باقي معانيها التي قصد ذكرها، ومثال الظرفية فيها قولك:
زيد بالبصرة، وأقمت بمكة، وفي القرآن الكريم: {وما كنت بجانب الغربي إذ قضينا}. {وما كنت بجانب الطور إذ نادينا}. {إذ ناداه ربه بالواد المقدس طوى}. {ولقد نصركم الله ببدٍر وأنتم أذلة}. {إلا آل لوٍط نجيناهم بسحر}. {وإنكم لتمرون عليهم مصبحين وبالليل}. وعلامة كونها للظرفية صحة وقوع (في) موقعها، وهي علامة أكثرية ينكسر أطرادها، بقولهم: علمت به، وظننت به، وهي عندهم للظرفية، ولا تقع موقعها (في).
وأما (في): فالظرفية فيها ظاهرة أيضًا، كقولك: زيد في الدار، والمال في الكيس. ومنه قوله تعالى: {واذكروا الله في أياٍم معدوداٍت}. {ويذكروا