يجوز لو أخرت الصفة- يعني النصب على الحال- وكان هذا أمثل عندهم من أن يحملوا الكلام على غير وجهه". ثم أنشد لكعب بن مالك رضي الله عنه:
والناس ألبٌ علينا فيلك ليس لنا ... إلا السيوف وأطراف القناوزر
وقال الكميت:
وما لي إلا آل أحمد شيعة ... وما لي إلا مشعب الحق مشعب
هذا تحصيل ما قصد. ثم فيه بعد نظر من وجهين:
أحدهما: أن السبق الذي ذكر إما أن يريد به السبق المطلق كان سبقًا على جزأي الجملة معًا أ، على أحدهما دون الآخر، أعني أن يكون السبق على المستثنى منه وحده دون العامل، فإن كان الأول فهو غير صحيح؛ إذ لا يجوز تقدم المستثنى على الجملة كلها أصلًا، فلا تقول: إلا زيدًا قام القوم، ولا: ما إلا زيدًا في الدار أحدٌ، فإن جاء من ذلك شيءٌ فهو خاص بالشعر، كقول الشاعر- أنشده الزجاجي- وغيره:
خلا أن العتاق من المطايا .. حسين به فهن إليه شوس