وأنشد أيضًا:
وكنت هناك أنت كريم قومٍ ... وما القيسي بعدك والفخار
وإنما كان العطف هنا أولى؛ لأنه لم يتقدم فعل [يعمل] فيما بعد الواو، والمعنى: ما أنت وما عبد الله؟ إذ كنت تريد أن تحقر أمره، وكيف أنت وعبد الله؟ سؤال عن شأنهما، كأنك قلت: وكيف عبد الله؟ فصارت الواو بمعنى مع كهي لمجرد التشريك لكون العطف على الابتداء مثل: أنت وشأنك، لكن جاز النصب ضعيفًا؛ لكون الفعل يستعمل هاهنا كثيرًا، قال سيبويه: "وزعموا أن ناسًا يقولون: كيف أنت وزيدًا، وما أنت وزيدًا. وهو قليل في كلامهم" ثم علل بمعنى ما تقدم، وأنشد من ذلك:
فما أنا والسر في متلفٍ ... يبرح بالذكر الضابط
وأنشد أيضًا:
أتوعدني بقومك يا ابن حجل ... أشاباتٍ يخالون العبادا
بما جمعت من حضن وعمرو ... وما حضن وعمرو والجيادا
وهذا الوجه منصوص عليه بقوله: "والعطف إن يمكن بلا ضعفٍ أحق".