من جهة القياس.
والثاني: أنه قد سمع ذلك كبيت الفزاري من أبيات الحماسة:
أكنيه حين أناديه لأكرمه ... ولا ألقبه والسوءة اللقبا
فقوله: والسوأة مفعول معه مقدم على المصاحب، وقول الآخر:
جمعت وفحشًا غيبة ونميمة ... ثلاث خصالٍ لست عنها بمرعوي
ثم رد الأول بأن العاطفة أقوى وأوسع مجالًا، فجعل لها مزية بتجويز التقديم؛ لأن المعطوف بالواو تابع، نسبة العامل إليه كنسبة المتبوع، فلم يكن في تقديمه محذور، بل كان فيه إبداء مزية للقوي على الأضعف، فلو شرك بينهما في الجواز خفيت المزية، وأيضًا فإن الواو هنا وإن أشبهت العاطفة لها شبه بالهمزة يقتضي لزومها مكانًا واحدًا كما لزمت الهمزة مكانًا واحدًا. ثم رد الثاني بإمكان جعل البيتين من باب تقديم المعطوف على المعطوف عليه، فالأول على تقدير: ولا ألقبه اللقب وأسوءه السوأة، من باب.
* فزجحن الحواجب والعيونا *