شيء في السماع، وهو قليل ومحتمل للتأويل. وقد احتج ابن خروف على الجواز بقول الله تعالى: {هو الذي يريكم البرق خوفًا وطمعًا} فالخوف والطمع ليس من صفة الفاعل.
قإن قيل: ذلك من فعل الله تعالى.
قيل: هذا المشترط لا يريد بقوله: " فعلًا لفاعل الفعل المعلّل" إلا صفة للموصوف بالفعل المعلّل، وإلا فكل شيء فعل الله، ومما احتجّ به لمذهبه أيضًا ما أنشده في الكتاب للفرزدق:
منا الذي اختير الرجال سماحةُ ... وجودًا إذا هَبَّ الرياح الزعازعُ
فسماحة مفعول له، وليس فعلًا للمختار الفاعل. وقول العجاج:
يركب كل عاقر جمهور ... مخافة وزعل المحبور
فإن الزعل -وهو النشاط- للمحبور لا للراكب، وأنشد السيرافي:
مدّت عليك الملك أطنابها ... كأسٌ رَنَوْناةٌ وطِرْفٌ طِمِرْ
أراد: مدت عليك كأس أطنابه من أجل الملك، فالملك ليس من فعل الكأس.