تدخل هنا كقولهم: تبسمت وميض البرق؛ إما لأن العامل هو الفعل الظاهر؛ إذ قوله تبسمت يؤدي معنى ومضت، فيجري مجرى قوله:
* ... وآلت حفلة لم تحلل*
وإما لأن مثل هذا ليس في جريان القياس كمسألتنا، بل هو قليل الاستعمال؛ لأنه من بابا الحمل على المعنى، والحمل على المعنى دون اللفظ موقوف في الأصل لعلى السماع، فإن كثر كثرة توجب القياس قيل به في محله، وإنما كثر حيث تكون الجملة اسمية لا فعلية. وهذا الوجه أولى من الأول ليتفق كلامه هنا مع ما تقدم في قوله: "وقد ينوب عنه ما عليه دل". ومن مثل الجملة الفعلية ما أنشده سيبويه من قول الشاعر:
إذا رأتني سقطت أبصارها ... دأب بكار شايحت بكارها
فقوله: "سقطت أبصارها" يؤدي معنى تدأب في السير، وكذلك ما أنشده قول أبي كبير الهذلي:
ما إن يمس الأرض إلا منكب ... منه وحرف الساق طَيَّ المحمل
فمعنى ما إن يمس الأرض إلا كذا أنه قد طوى فكان هذا كله على إضمار فعل لا يظهر ولكنه سماع.
والشرط الثاني: أن يكون الفعل مذكور في اللفظ، فإن لم يكن مذكورًا