على تقدير: لأني، وقد روي بالكسر على الابتداء.

وهذا كثير في الكلام لكن لا بد في جواز الحذف من شرط وهو ألا يودي حذف الجار إلى اللبس. وذلك قوله: "مع أمن لبس" أي إن الحذف يطرد مع أن وأن إذا أمن اللبس كالأمثلة المتقدمة، فإن وقع بسببه لبس لم يحذفن ولزم إثباته، نحو قولك: رغبت أن يكون كذا، فإن هذا الحذف غير جائز لاحتماله؛ إذ لا يعرف هل المراد: رغبت في أن يكون كذا، أو رغبت عن أن يكون كذا، وهما معنيان مختلفان، فامتنع الحذف للبس الحاصل بسببه، فلو كان على المقصود دليل في رغبت ونحوه لجاز الحذف، كما تقول: أحببت مرافقتك ورغبت أن تكون معي، ومنه في الكتاب العزيز: {وترغبون أن تنكحوهن} فسياق الآية يدل على أن المعنى: وترغبون في أن تنكحوهن، ولو لم يكن ثم دليل لما جاز، بل يجب التصريح بالحرف الجار. ومثل الناظم ما لا لبس فيه بقوله: "عجبت أن يدوا" فهو على حذف من، والأصل: عجبت من أن يدوا، وهو من ودى الرجل يدي: إذا أعطى الدية، والرجلان يديان، والرجال يدون، وينصب، فيقال: عجبت أن يدوا، أي: يعطوا الدية. ويحتمل أن يكون من ودى الرجل الناقة بالتودية، وهي خشبة تشد على أطباء الناقة لئلا يرضعها الفصيل.

وظاهره حين قال: "وفي أن وأن يطرد" ولم يحكم على موضعهما بالنصب، كما حكم على القسم المسموع أن موضعهما محتمل للنصب والجر، وهي مسألة اختلاف بينهم، فمذهب الخليل أنهما في موضع نصب، وإليه ذهب الفراء،

طور بواسطة نورين ميديا © 2015