الثاني أيضًا يظهر من كلام الناظم في أول باب التصريف, حيث قال هناك:

وافتح وضمَّ واكسرِ الثاني مِن ... فعلٍ ثلاثِيٍّ ونحوه ضمن

وفي بعضها: ((وزد نحو ضمن)) فهذا الكلام ظاهر في أن فُعِلَ أصل بناء كفَعَلَ, وفَعِلَ, وفَعُلَ, فظهر أن في كلامه تدافعًا, لأنه يقول هنا: أنه ليس بأصل, وفي التصريف: أنه أصل بناء.

والجواب عن ذلك, وتقرير الاحتجاج للمذهبين مذكور في التصريف فهو أسعد به. و (أول) مفعول باضممن, وكذلك (المتصل) مفعول باكسر, أي: اضمم الفعل واكسر الحرف المتصل بالآخر, وهو ما قبل الأخير.

قوله (في مضي) على حذف مضاف تقديره: في ذي مضي, يريد الفعل الماضي. و (منفتحًا) مفعول ثان لاجعله, لأنه بمعنى التصيير, و (ينتحي) معناه: بعترض, والانتحاء: الاعتراض والقصد إلى الشيء, ويقال انتحى له, وتنحى له بمعنى واحد. ومن عادة الناظم في هذا النظم أن يخلط القوافي بعضها بببعض كهذا الوضع فإنه خلط فيه المتراكب بالمتدارك, فقوله: (متصل) من المتدارك, وقوله: (يِنكوصِل) من المتراكب, وقد خلط بعضها ببعض في الشعر, وهو قليل, وتجتمع الاثنتان مع المتكاوس, ومن ذلك قول عمرو بن العاص- ويقال: إنه لغيره-:

طور بواسطة نورين ميديا © 2015