وكانَ الأصلُ -لو روُعِى التأخيرُ- أن يقولَ: وتُغَرسُ النخلُ إلّا في منابِتِها. وقال ذو الرُّمّة:

تَداويتُ مِنْ مىٍّ بِتَكْلِيمةٍ لها

فَما زَادَ إلَّا ضعْفَ دَائِى كَلَامُها

هذا في حصر غير الفاعل، وأما حصر الفاعل وتقديمه، فقد أنشد الفارسىّ في التذكرة:

نُبِّئْتُهم عَذّبُوا بالنّارِ جَارَتَهُمْ

وهل يُعَذِّبُ إِلّا اللهُ بالنّار

وأنشد أيضا:

فلم يَدْرِ إلا الله ما هيجّت لنا

عشيةَ أنآءُ الديار وشامها

وإذا ثبت سماعًا ما سوّغه القياسُ جاز لنا القياسُ على ما سُمِع، إلا أنّ السماع لم يأت منه ما يبلغ مبلغ الشائع الكثير. وأكثر ما تراه في الشعر الذى يُظَنّ أَنه فيه ضرورة. فلم يُطلق القولَ بالقياسِ كما أطلقه الكسائى، ولا بالمنع كما أطلقه الجمهور، فأجازه على ضعفِ، وهو سادٌ من النظر، فقال: «وقد

طور بواسطة نورين ميديا © 2015