أحدهما الذي شمله اللفظ، وهو إذا كان الفاعل مقرونا بإلا أو بإنما، فاقترانه بإلّا نحو: ما ضرب أخاك إلا زيدٌ، وما أكرمه إلا أنا. وفي القرآن: {لا يُجَلِّيها لوقْتِها إلّا هُو}، {وَعِنْدَهُ مَفَاتِحُ الغَيْبِ لا يَعْلَمُها إِلَّا هُوَ}. وقال الشاعر:
قَدْ عَلِمتْ سَلْمَى وَجَارَاتُها
ما قَطّرَ الفارِسَ إلّا أنا
واقترانه بإنّما نحو قولك: إنما ضَرَب زيدًا عَمْروٌ. وإنما أكرم أخاك زيد. وقال الشاعر:
أَنَا الفَرِسُ الحامِى الذِّمارَ وَإِنّما
يُدافِعُ عَنْ أَحْسَابِهِمْ أَنا أَوْ مِثْلِى
ولا يقال: ما ضرب إلا زيدٌ أخاك، وما ضرب إلا أنا زيدًا، إلا قليلا كما ذُكر، وكذلك لا تقول: إنما ضرب زيدٌ عمرًا، وزيدٌ هو المحصورُ، كما أنك لا تقول: إنما ضرب عمرًا زيدٌ، وعمرًا هو المحصور. هذا مذهب جماهير البصريين والكوفيين.
والمسألتان معًا مختلف فيهما بين النحويين على ثلاثة أقوال:
أحدها: لزومُ تأخير المحصور من الفاعل والمفعول، وهو الذي تقدَّم.