وأنشد الفراء:

إنّ امرًأ غرَّهُ مِنْكُنَّ واحدةٌ

بَعْدِى وبَعْدَكِ فى الدُنْيا لَمَغرْوُرُ

وهكذا الحكم فى المضارع، فكما تقول: حضر القاضى امرأة، وتقول: يحضُر القاضى امرأةٌ ويأتى القاضى بنت الواقف.

وفى قوله: «وقد يُبيحُ الفصلُ» الدلالة على أنه قليلٌ، وعلى أنه قياس. أما دلالته على أنه قليل فمن جهتين، إحداهما: إتيانه بقد، فإنّ عادته أن يأتى بها مشيرًا بالتقليل. والثانية: قوله: «وقد يُبيحُ»، فإن هذا اللفظ [إنما] يستعمل غالبًا فيما الأصل فيه المنع، وأن مقاربته محذورة، كما [يقال: هذا] حِمىَ بنى فلان، وهذا حِمىً لا يستباح. وهذه العبارة موافَقِة المعنى لعبارة الجزولى فى قوله: «وحذفُها مع الفصل أسهلُ منه بلا فَصْلٍ».

وأما دلالته على كونه قياسًا فمن إتيانه بقد؛ إِذْ من عادته أن يأتى بقد حيث يجوز ذلك الحكم فى الكلام على قلة. وهو ظاهر من كلام سيبويه المتقدّم وغيره.

وعلى الناظم هنا اعتراض من جهة علم القوافى، فإنه أتى بقافية مُؤَسّسةٍ، وهى قوله: «بنت الواقف»، وبنظيرتها مجرّدة حكمًا، وهي قوله:

طور بواسطة نورين ميديا © 2015