وحمله على حذف الجارّ، كأنه قال: تُبِّئت عن عبد الله.

وقد يحذف الثالث فتقول: نَبأتُ زيدًا عمرًا، أو الثانى فتقول: نبأت زيدًا بكذا، ونبأت زيدًا كذا، على حذف الثانى أيضا. وفى القرآن الكريم: {فَلَمَّا نَبّأتْ بِه وأَظْهَره الله عَلَيْهِ عَرّفَ بعضَه وأَعْرَضَ عَن بَعْضٍ، فَلَمَّا نبَّأَها بِهِ قالَتْ: مَنْ أَنْبأَكَ هذا؟ قالَ: نَبَّأَنِىَ العليمُ الخبيرُ}، ففى الآية دليلٌ على أنها ليست من باب أعلمَ، فلما كانت كذلك لمَ يِلقْ بالناظم أن يجعل ما صدَّر به الباب مع الخمسة الأُخَر فى نصابٍ واحدٍ، ولهذا لما ذكر السيرافى أفعال هذا الباب قَسَّمها ثلاثة أقسام، أحدها: ما نُقِل بالهمزة من البا قبل هذا، وهو أعلم وأرى. والثانى: ما في معنى الخبر والتقدير فيه حرف الجر، وذلك الخمسة الباقية. والثالث: ما يُبْلَغُ به الثلاثة بالاتساع وليس مما يذكره الناظم هنا. فجعل الثانى مما أصلُه أن يتعدّى بالحرف، وهو صحيح.

* * *

(ثم قال الناظم):

إِلَى ثَلَاثَةٍ رَأَى وَعَلِمَا

عَدّوْا إِذَا صَارَا أَرَى وَأَعْلَمَا

/ يعنى أنّ رأى وعلم المتقدّمين قبلُ إذا نُقِلا بالهمزة فصارا إلى

طور بواسطة نورين ميديا © 2015